الضبط المهني للمعلم والثغرات الوظيفية
جريدة الوطن عدد 3343 في 7/12/1430 هـ
قبل مناقشة مسألة إجراءات الضبط المهني للمعلم يحسن, بل يجب معالجة بعض الثغرات الوظيفية والتقصير المفتعل في الأنظمة بحق المدرس، وبدون سد هذه الثغرات تظل أي شدة في الانضباط تحمل نوعا من الظلم أو التعسف.
وهنا أشير أننا نعيش في المملكة العربية السعودية في فترة طفرة لم تحصل. وقد لا تتكرر. والمسؤولية الملقاة على عاتقي كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة المالية مسؤولية تاريخية عظيمة إن مضت هذه الطفرة، ولم تحقق هاتان الوزارتان معالجة حاسمة لهذا الظلم المحيق بالمعلم. فمتى يرفع عنه الظلم وتحقق له العدالة؟ وإذا لم تحدث وظائف المعالجة في هذه الطفرة فمتى تحدث؟ وإذا لم تُوفر الاعتمادات لعلاج هذا الخلل مع هذا الفائض الكبير فمتى تًوفر؟
إنها مسؤولية أمام الله تعالى أولا, ثم أمام ولاة الأمر ثانيا وأمام الوطن. وأمام منسوبي وزارة التربية والتعليم من معلمين ومعلمات وطلاب وطالبات.
ثانيا: إعادة الحياة لتلك العلاقة المنبتة بين البيت والمدرسة. إعادة الحياة لها بمفهوم جديد يجعل مما يتلقاه الطالب في البيت مكملا لما يتلقاه في المدرسة, لا معارضا له ولا مناقضا له.
ثالثا: إعادة الروح للمناشط اللا صفية التي خبت جذوتها , صارت المدرسة لا تفتح بعد إغلاقها ظهرا إلا في الصباح الباكر من اليوم التالي. اللهم إلا للنظافة فقط.
كما ينبغي التركيز في تلك المناشط على تلك الأنشطة ذات الطابع التربوي التعاوني المغذي للجوانب التربوية في العملية التعليمية.
ولعلي لا أجاوز الحقيقة إن قلت إن النشاط المدرسي اللاصفي قد تراجع لدرجة كبيرة, وذلك لعدة عوامل لعل من أهمها ما يلي :
1- إساءة استخدام البنود السنوية لهذا النشاط لأغراض أخرى -ربما -وبالتالي فإن ضعف الاعتمادات التي تصل إلى المدارس قد تراجعت إلى الحد الذي يجعل المدرسين المخلصين لهذا النشاط التربوي المهم في حالة إحباط للحد الذي يحملهم على الاعتقاد أن الوزارة بهذا التراجع في اعتمادات الأنشطة تعكس اهتمامها به وقناعتها بعدم أهميته.
2- لا تزال الحوافز المقدمة للمدرسين المشرفين على الأنشطة دون المستوى. فإذا لم يكن لدى المدرس دافع شخصي من وازع تربوي ديني, فإنه لا يقبل على هذا النشاط لفقدان الحافز المادي وانعدام التقدير المعنوي والوظيفي لقاء هذا العمل التربوي. وهنا إشارة مهمة وهي أن الحوافز المعنوية والتقديرية أهم وأنسب. وذلك لما يترتب على الحوافز المادية المجزية من تدافع غير المتحمسين أو غير التربويين للانخراط في هذه الأنشطة طلبا للحافز المادي فقط.
لهذا أرى أهمية مراجعة هذه العوامل ومعالجتها مع اهتمام مصاحب بمراجعة المناشطات اللا صفية المعتمدة حاليا لتقدير مناسبتها للأوضاع الثقافية المستجدة الحالية واستبدال بعضها بمناشط تربوية جديدة.
رابعا: نظلم العملية التعليمية في قصورها التربوي والكثير من المدارس لا تزال في مبان لا يمكن بأي حال أن تكون مناسبة لمقار مدرسية. وذلك لافتقارها لمقومات الصحة العامة من جانب, ولافتقارها لمقرات مناسبة للمناشط التربوية غير الصفية.
هذا ما تسنى ذكره من المناشط التي تمثل المنهج الخفي.
الدكتور عبدالعزيز مبارك الدجين ـ وزارة التربية والتعليم – تعليم البنات