أجهزة التعليم والتربية بحاجة إلى قيادات قادرة وحكيمة
د. عبد العزيز بن مبارك الدجين*
جريدة الجزيرة عدد 12575 في 14/2/1428 هـ
تعتبر الأجهزة المركزية، من وزارات للتربية والتعليم والجامعات في جميع دول العالم هي القاعدة التي ترتكز عليها المسيرة التربوية والتعليمية. وأهمية هذه الأجهزة لا تخفى على أحد، خاصة في هذا العصر الحديث، كما وأن أي إهمال لأي هدف من أهدافها أو تهاون قد يحدث مشكلات خطيرة في حياة الفرد والجماعة، والاهتمام بها كيفاً وكماً أمر في غاية الأهمية، ومما يزيد العبء على هذه الأجهزة طبيعة العصر الذي تعيش فيه وما يتسم به من تعقيد وتكنولوجيا متقدمة في جميع مجالات الحياة. لذلك يجب مواكبة هذا التطور السريع والمستمر في ذات الأجهزة، وفي جميع قطاعات التعليم والتربية التي تحت إشرافها.
فقضية التربية والتعليم اليوم أصبحت ترتبط ارتباطاً جذرياً ووثيقاً بقضايا التحولات الاجتماعية والاقتصادية، وتنطلق بسرعة كبيرة في المجتمعات النامية بخاصة.
لذا فلقد نشأت الحاجة إلى وجود قيادات قادرة وحكيمة لأجهزة التعليم والتربية وما دونها من قطاعات لتستطيع أن تضطلع بهذه الأعباء بكفاءة واقتدار، ولتتمتع بصفات تتناسب والسياسات التربوية والتعليمية وتحقق أهداف الخطط التنموية للدول المرسومة لهذا المجال، والتي ترتكز على ضرورة الارتفاع بكفاءة القوى البشرية العاملة وتطويرها وزيادة كفايتها الإنتاجية وتوفير العوامل التنظيمية التي تكفل وضوح العلاقات الوظيفية بين أفرادها ومستوياتها الإدارية وكذلك توفير نظم للاتصالات بما يكفل التعرف على آراء ووجهات نظر الآخرين خصوصاً منسوبيها ونحو ذلك فيما يخدم العملية التربوية والتعليمية.
وإذا كان الاهتمام بالتربية والتعليم يحظى بالأهمية والأولوية على المستوى العالمي وعلى المستوى القومي في المملكة العربية السعودية فإن التساؤلات المطروحة هي:
* هل ترتب على هذا الاهتمام المتواصل بالتربية والتعليم اهتماماً بالقيادات العليا والقيادات التي دونها لما يؤثر دورهم على المسيرة التربوية والتعليمية سلباً وايجاباً؟
* هل تدرك قياداتنا العليا للتعليم والتربية أهمية التخصصية عند تكليف القيادات لتتجاوز تنفيذ الأعمال وفق معايير خبط عشواء؟
* هل تتعظ قياداتنا التعليمية والتربوية من التجارب السلبية في بعض القطاعات التي أسندت للمتخصصين أعمال القيادة والإدارة من أجل المحاباة والبروز والترقية؟!
* هل نستطيع في قيادتنا لقطاعاتنا التعليمية والتربوية الانطلاق من المنطلقات العلمية لا من الاجتهادات الشخصية؟
* هل قدرت أو تقدر قياداتنا التعليمية والتربوية المخاض الذي تعانيه أجهزتها وحاجتها إلى الانعاش والمعالجة؟
* ما هي المعايير المكتوبة لاختيار القيادات والقيادات التعليمية والتربوية وهل تطبيقها يتجلى بالشفافية التامة؟
* هل نحن بحاجة إلى قاعدة معلومات عن القيادات التعليمية والتربوية بل عن سائر الموهبة قيادياً تُحدث كل عام ليتم الاختيار من خلالها كلما استدعى الأمر ذلك؟
* هل قياداتنا التعليمية والتربوية تحتاج إلى إعادة صياغة أو تشكيل؟
* هل آن الأوان لإنشاء مركز يضطلع بمهمة قياس المواهب القيادية والإدارية والتخصصية في جميع القطاعات للاستعانة بها والاستفادة منها في الأماكن المناسبة؟
(*)وزارة التربية والتعليم