الإحساس بالحاجة قائد التغيير
د. عبدالعزيز بن مبارك الدجين
جريدة الجزيرة عدد 12567 في 6/2/1428 هـ
الجوع يولد الحاجة للبحث عن الطعام، والإكثار منه يولد الخمول والبحث عن الراحة، والشبع يولد عند البعض البحث عن المهضمات الحقيقية والوهمية؟! وكذلك الظمأ يولد البحث عن الشراب ونحو ذلك..
جميع حياة الكائنات الحية وعلى رأسها الإنسان يحكمه القانون الخفي (الحاجة تولد البحث عن التغيير، وإدراك الحاجة أهم من إدراك القدرة على التغيير).
تلك النملة التي هي من أصغر مخلوقات الله حجماً تحمل أكبر من حجمها وقد يكون أثقل من وزنها مرات وتسير به لمسافات بعيدة أو تتسلق به علياً وعكس الجاذبية الأرضية.
قد أدركت حاجتها للقوت وما تحتاج، فولد عندها المدهش من القدرات، من اليقين لو أنها وجدت حاجتها قريباً منها ما أكسبت نفسها الجهد والعناء، أَليس الحاجة هي التي ولدت عندها الإصرار على التغيير فبرزت القدرات؟.
نخلص إلى أن (الحاجة للتغيير هي مولد القدرة على إحداث التغيير).
من قراءة لسير العظماء وقادة التغيير، يتضح بأنهم أدركوا بأن هناك حاجة إلى إحداث التغيير، فبذلوا الجهد لتوفير وسائله وعدته، وشحذوا الهمم وكيفوا القدرات إلى الوصول إلى الهدف.
قد ينجحون في الوصول إليه، وقد تتكرر المحاولات ويتكرر عدم الوصول إلى الهدف، فلا يعدونه فشلاً بل نجاحاً لاكتشاف طريق لا يوصل إلى الهدف، فيعيدون الكرة ثانية وثالثة بل مرات عديدة، ومن ذلك محاولات مخترع الضوء الكهربائي (توماس أديسون) عام 1879م التي تجاوزت 990 محاولة.
وقد يبلغ قائد التغيير حلمه أو تتنامى لديه أحلام فيحققها جميعاً، وقد يضع اللبنة الأولى أو يخطو الخطوة الأولى فتخلد ذكراه، ويحقق حلمه مَنْ يخلفه من بعده وهو يعرفه أو لا يعرفه، في حياته أو هو حتى في قبره، ويبقى هو من سن السنة الحسنة أو السيئة.
فهل ندرك مدى حاجتنا إلى تغيير جوانب عدة في حياتنا؟.
وزارة التربية والتعليم