سحر العناق تطوير للقدرات الذاتية
كثر الطرق على السحر وأنواعه، وقلما تجد مفرقاً حذقاً مجيداً لوصفها، وإن وجد شيء من ذلك فغالباً لا يتطرق إلى نوع
من أهم أنواع السحر الجائز عمله شرعاً والذي نحن بصدد الكلام عنه فقط.
وفي بضع هذه الكلمات التي التمس من الله أن ارزق في كتابتها وكل ما نكتب ونعمل جميعاً التوفيق والسداد والعمل بما يحب ربنا ويرضى.
إن شريعة الإسلام التي ارتضاها الله لنا دينا ومنهاجاً إلى يوم القيامة لا ينقصها نقص ولا يعتريها عيب أو يشوبها تقصير فهي كاملة ومنهجاً وسطياً، وبهذا المنهاج أكمل الله الدين وبكماله تمت النعمة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتوجت بالرضوان من الله لمن نهج هذا المنهاج القويم قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا). ( سورة المائدة آية 3) فالكمال فيها عطية ربانية وهي أعظم وأكمل واجل الشهادات.
والسحر الذي نحن بصدد الكلام عنه هو سحر الأزواج لبعض من أجل أسر القلوب وتجاوز درجة الرحمة لبلوغ درجة المودة في العلاقات الزوجية، التي ذكرها الله جل جلاله في قوله تعالى (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً). ( سورة الروم آية 21)
وهذا النوع من السحر له وسائله الخاصة التي يمكن بها عمله في المنزل كما يمكن للنساء أن تعين بعضها بعض وكذلك الرجال أما ثمنه فهو بأرخص الأثمان وبأقل الأسعار ونتائجه جيدة وثماره محمودة.
وليسمح لي القارئ الكريم أن أطلق علة هذا النوع من السحر (سحر العناق ) وهذا النوع من السحر سحر ذاتي بقدرات ذاتية ذا شقين:
الشق الأول :
يقع جله علة النساء وعمله بأيديهن وثماره لقلوبهن وبيوتهن .
الشق الثاني:
اليسير من هذا السحر والمحمود بأيدي الرجال ولبيوتهم .
الشق الأول:
يتجلى هذا النوع من السحر الذي يمكن للزوجة عمله بنفسها أو بمساعدة المقربات إليها في بصمات للمسات بسيطة طيبة تجعل من نفسها مرآة لزوجها وهذه المرآة ذات جوانب عدة ومنها :
الجانب الأول:
سحرها لزوجها فتجعله لا ينظر إلى سواها ويتجسد ذلك في أن تجعل من نفسها مرآة مصقولة متجددة تعشقها عينه وينشرح لها صدره ويطيب لها خاطره وتلذ بها عشرته بابتسامة حب وإعجاب في طياتها إشراقه أمل وبكلمة طيبة في جناباتها ود وعشق وهيام وسعادة بتجمل وتزين فلا يشم إلا طيباً ولا تقع منه العين إلا على حسن ويتوج كل ذلك بأطيب الأمور ومنها:
أ. نية خالصة وقربة لرب العالمين.*
ب. حنان وحسن عشرة.
ج. عناية بولد وحسن رعاية.
د. حفظ مال وعون على بر وصلة رحم وصدقة.
هـ. طاعة في غير معصية وتقديس لحق زوج كما قدست ذلك شريعة أرحم الراحمين.
و. نظافة دار وطيب طعام.
الجانب الثاني:
أن تنظر له وهو خارج من المنزل فتكون له كعين الآخرين عليه الذين ينظرون إليه فتراعي أمور عدة من أهمها:*
أ. هندامه وحذائه بل وشأنه كله فلا يعاب عليه أو ينظر إليه بنقص أو اشمئزاز أو احتقار أو قد تكون هي لا قدر الله سبب في ذلك.
ب. طيبه ومسك فاه بأدب وبعد نظر.
ج. أن ترسم على محياه ابتسامة بابتسامة وكلمة طيبة تنعكس على معاملته للآخرين.
د. الحذر من أن تكون كمطية سهلة تمتطيها بعض النساء التي ينهشن بل يقطعن ويلتهمن لحوم الأزواج وخاصة في الاجتماعات النسائية.
هـ. المسافر حين سفره يودع والزوج في خروجه مسافر وهو أحق بالتوديع والقبلات الحارة.
و.يضرب المثل بأن الرسالة تقرأ من عنوانها وأنا أقول بأن (الزوجة تعرف من هندام زوجها وأطفاله وحالها في دارها وليس فقط من تسريحتها وحسن هندامها وطيب عطرها وجمال مكياجها ) وإن كان كل ذلك مطلوب وحسن. فجمال الهندام يمتدح به مصممه وقاصه وخائطه وهي تجمل نفسها به وليس هي التي تجمله. وطيب العطر وجمال المكياج يمتدح به صانعه والتسريحة يمتدح بها صانع الاستشوار والمثبتات والأمشاط. (و كل ذلك حسن وطيب ومطلوب من المرأة إن هي راعت عنوانُها ).
الجانب الثالث:
أن لا يكون حسنها لغيره وقبيحها له ويفهم ذلك بمعاني عدة ومنها:
أ. ليس الكل وإنما الكثير من النساء هداهن الله تتزين للمناسبات بأحسن زينة تستطيع عليها وتلبس ما لديها من ملابس وحلي أن لم تستعير من صديقة أو قريبة أو جارة أو تستأجر شي من ذلك، وما أن تعود من المناسبة حتى تدير ظهرها لزوجها متجهة إلى الغرفة والمغسلة لإزالة الزينة وخلع الملابس والحلي المرهفة حتى لا تمس بسوء لتبقى على أحسن حال للمناسبات القادمة أما الزوج المسكين فيكفيه البالي من الملابس وثياب المطبخ، وعطرها له نسيم الطبخ، ووردها البصل، ومسكها الثوم، وليس بأهل لما اشتراه لها من ملابس وحلي ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ب. الحذر من أن تجعل الزوجة آخر الناظرين إليها والمعجبين والمفتونين بها زوجها.
ج. من المناسب للزوجة أن تُقيم نفسها بنفسها كل أسبوع فتحسب في الأسبوع الواحد كم تجملت وتزينت واكتحلت لزوجها وكم يقابل ذلك عند الخروج لمناسبة أو زيارة أو أو، أو عمل أو عمل أو عمل وبذلك تعرف ما هي حالها في حق زوجها.
د. الحذر كل الحذر من أن تجعل الزوجة غرفة نومها مصيدة للزوج لإلقاء الهموم وإشعال الفتن وإحياء ما أندثر من آلام ومواجع، فتخلق لدى الزوج عقدة نفسية من غرفة النوم و اشمئزاز منها قد يبديها الزوج وقد يخفيها تنعكس سلباً على حياته العامة وعلى حياته الزوجية و الجنسية معها بشكل خاص؛ وقد يتجاوز الاشمئزاز غرفة النوم أو سريره لا قدر الله إلى الزوجة ذاتها بل قد يتجاوز ذلك إلى المنزل و الأطفال، وإني على يقين بأن الزوجة العاقلة لن ترضى بذلك.
هـ. لدى الزوجة أسلحة متعددة الأغراض وليس سلاحاً واحداً فمنها لإغراض المناورة ومنها الهجومية و الدفاعية وللكمائن وغير ذلك. وهي في مفعولها أعظم من الأسلحة الجرثومية والبيولوجية والنووية لأسر زوجها وقلبه وروحه ولن اسرد ذكر هذه الأسلحة فالنساء الحاذقات أعلم بها مني، وفيما سوف أورده من كلام منقول إلي شخصياً أسعدني لعبرة ولمثل بسيط (أسعدني لمسات عجوز نقل إلي عن زوجها الشيخ الهرم شخصيا أنها طيلة عشرتهما تحرص على إشغال يدي زوجها بأي شي كصينية طعام أو قهوة أو شاي لضيف لتثير حفيظته بلمسة تجيد اختيارها، فبارك الله بهذه الكف وبارك بصاحبتها وجمعنا ووالدين وإياهما والمسلمين جميعا في الفردوس الأعلى من الجنة).
الشق الثاني:
أما عن هذا الشق فهو سحر الزوج لزوجته ولن أطيل فيه الكلام كسابقه فبعض الرجال ( يظن في النزال أنه عنترة وعند اللقاء من الفرار لا ترى إلا أغبُرِه).
وفي هذا الشق سيكون حديثنا أكثر صراحة وإيجاز فالساحر البعل والمسحورة ذات الأحاسيس المرهفة والمشاعر الرقيقة، والكثير من الرجال للأسف يدعي السحر من باب (رجل لا يعتريه النقص) وهو لا يجيد فنه والبعض الآخر أعتذر له
فهو ساحر ومسحورته ضد الرصاص.
لذلك سيكون نهجنا في هذا الشق وهو شق حقوق الزوجة . وأفهم يا لبيب:
• من المؤكد أن الجميع يسمع بل قد يردد كلمة القوامة و أن القوامة للرجل على زوجته. وهذه الكلمة العظيمة يبلغ بها الزوج منزلة ( رب البيت ) و بها يُحملُ عاتقه أمانة عظيمة. والرجل الأمين يؤدي الأمانة بحسن القوامة فهو راع وأهل بيته رعيته.
• خير للراعي لإصلاح رعيته أن يسوسها بلين من غير ضعف وبحزم لا يبلغ العنف وأن يتأدب في كل ذلك بأدب دينه القويم استجابة لقول الجليل الكريم (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ). ( سورة النساء آية 19)
• تمعن في قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا *).(رواه مسلم)
• تذكر إن حسن العشرة من كمال الإيمان لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَأَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ ). (رواه الترمذي والحاكم)
• وفي النفقة للزوجة تمعن قول الله تعالى (وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ). ( سورة النساء آية 34)
• تبصر في قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في النفقة وحسن المعاملة (قَالَ أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ أَوِ اكْتَسَبْتَ وَلا تَضْرِبِ الْوَجْهَ وَلا تُقَبِّحْ وَلا تَهْجُرْ إِلا فِي الْبَيْتِ ). (رواه أبو داود)
• تذكر الأمر الرباني في قوله تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) ( سورة التحريم آية 6) ومن المؤكد أن بهذا الأمر واجب شرعي للزوجة على زوجها بتعليمها كلما يقيها النار.
• أن لا تضيء الابتسامة خارج المنزل ومع الآخرين والعبوس مع الأهل و في البيت.
• الحذر من الثناء الزائد لطعام الغير وإن كانت مجهزة الطعام أختها.
• الزوجة أحاسيسها مرهفة وذات حياء فطري فهي تخجل من مفاتحة الزوج بدوافعها وتنتظر المفاتحة منه فهي تنتظر ولا تتقدم أو تتعرض ولا تهجم لان تركيبها الأنثوي ينسجم مع الاستجابة ولم يفطر على الابتداء والإرغام.
• مراعاة الجوانب النفسية للزوجة ومنها:
o مناداتها بأحب الألقاب والأسماء إلى قلبها.
o السماع لحديثها إذا تكلمت والحلم عليها إذا غضبت.
o مشاورتها في الجوانب التي تهمها واحترام رأيها والأخذ به إن كان للصواب أقرب.
o أن تحسسها بسعادتك بقربك منها ويتجلى ذلك في ابتسامة ومزاح و...و...و..... الخ يا لبيب.
o إبراز تقديره لأهلها وإكرامهم والبشاشة عند مقابلتهم ونحو ذلك.
o تتعرض المرأة لكثير من التغيرات النفسية والجسمية بحكم طبيعتها تنعكس على سلوكها وتصرفاتها.
آمل من الكريم المنان أن أكون قد وفقت للصواب ولجميل الخطاب
الشريف عبدالعزيز الدجين الحسني الهاشمي
كثر الطرق على السحر وأنواعه، وقلما تجد مفرقاً حذقاً مجيداً لوصفها، وإن وجد شيء من ذلك فغالباً لا يتطرق إلى نوع
من أهم أنواع السحر الجائز عمله شرعاً والذي نحن بصدد الكلام عنه فقط.
وفي بضع هذه الكلمات التي التمس من الله أن ارزق في كتابتها وكل ما نكتب ونعمل جميعاً التوفيق والسداد والعمل بما يحب ربنا ويرضى.
إن شريعة الإسلام التي ارتضاها الله لنا دينا ومنهاجاً إلى يوم القيامة لا ينقصها نقص ولا يعتريها عيب أو يشوبها تقصير فهي كاملة ومنهجاً وسطياً، وبهذا المنهاج أكمل الله الدين وبكماله تمت النعمة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتوجت بالرضوان من الله لمن نهج هذا المنهاج القويم قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا). ( سورة المائدة آية 3) فالكمال فيها عطية ربانية وهي أعظم وأكمل واجل الشهادات.
والسحر الذي نحن بصدد الكلام عنه هو سحر الأزواج لبعض من أجل أسر القلوب وتجاوز درجة الرحمة لبلوغ درجة المودة في العلاقات الزوجية، التي ذكرها الله جل جلاله في قوله تعالى (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً). ( سورة الروم آية 21)
وهذا النوع من السحر له وسائله الخاصة التي يمكن بها عمله في المنزل كما يمكن للنساء أن تعين بعضها بعض وكذلك الرجال أما ثمنه فهو بأرخص الأثمان وبأقل الأسعار ونتائجه جيدة وثماره محمودة.
وليسمح لي القارئ الكريم أن أطلق علة هذا النوع من السحر (سحر العناق ) وهذا النوع من السحر سحر ذاتي بقدرات ذاتية ذا شقين:
الشق الأول :
يقع جله علة النساء وعمله بأيديهن وثماره لقلوبهن وبيوتهن .
الشق الثاني:
اليسير من هذا السحر والمحمود بأيدي الرجال ولبيوتهم .
الشق الأول:
يتجلى هذا النوع من السحر الذي يمكن للزوجة عمله بنفسها أو بمساعدة المقربات إليها في بصمات للمسات بسيطة طيبة تجعل من نفسها مرآة لزوجها وهذه المرآة ذات جوانب عدة ومنها :
الجانب الأول:
سحرها لزوجها فتجعله لا ينظر إلى سواها ويتجسد ذلك في أن تجعل من نفسها مرآة مصقولة متجددة تعشقها عينه وينشرح لها صدره ويطيب لها خاطره وتلذ بها عشرته بابتسامة حب وإعجاب في طياتها إشراقه أمل وبكلمة طيبة في جناباتها ود وعشق وهيام وسعادة بتجمل وتزين فلا يشم إلا طيباً ولا تقع منه العين إلا على حسن ويتوج كل ذلك بأطيب الأمور ومنها:
أ. نية خالصة وقربة لرب العالمين.*
ب. حنان وحسن عشرة.
ج. عناية بولد وحسن رعاية.
د. حفظ مال وعون على بر وصلة رحم وصدقة.
هـ. طاعة في غير معصية وتقديس لحق زوج كما قدست ذلك شريعة أرحم الراحمين.
و. نظافة دار وطيب طعام.
الجانب الثاني:
أن تنظر له وهو خارج من المنزل فتكون له كعين الآخرين عليه الذين ينظرون إليه فتراعي أمور عدة من أهمها:*
أ. هندامه وحذائه بل وشأنه كله فلا يعاب عليه أو ينظر إليه بنقص أو اشمئزاز أو احتقار أو قد تكون هي لا قدر الله سبب في ذلك.
ب. طيبه ومسك فاه بأدب وبعد نظر.
ج. أن ترسم على محياه ابتسامة بابتسامة وكلمة طيبة تنعكس على معاملته للآخرين.
د. الحذر من أن تكون كمطية سهلة تمتطيها بعض النساء التي ينهشن بل يقطعن ويلتهمن لحوم الأزواج وخاصة في الاجتماعات النسائية.
هـ. المسافر حين سفره يودع والزوج في خروجه مسافر وهو أحق بالتوديع والقبلات الحارة.
و.يضرب المثل بأن الرسالة تقرأ من عنوانها وأنا أقول بأن (الزوجة تعرف من هندام زوجها وأطفاله وحالها في دارها وليس فقط من تسريحتها وحسن هندامها وطيب عطرها وجمال مكياجها ) وإن كان كل ذلك مطلوب وحسن. فجمال الهندام يمتدح به مصممه وقاصه وخائطه وهي تجمل نفسها به وليس هي التي تجمله. وطيب العطر وجمال المكياج يمتدح به صانعه والتسريحة يمتدح بها صانع الاستشوار والمثبتات والأمشاط. (و كل ذلك حسن وطيب ومطلوب من المرأة إن هي راعت عنوانُها ).
الجانب الثالث:
أن لا يكون حسنها لغيره وقبيحها له ويفهم ذلك بمعاني عدة ومنها:
أ. ليس الكل وإنما الكثير من النساء هداهن الله تتزين للمناسبات بأحسن زينة تستطيع عليها وتلبس ما لديها من ملابس وحلي أن لم تستعير من صديقة أو قريبة أو جارة أو تستأجر شي من ذلك، وما أن تعود من المناسبة حتى تدير ظهرها لزوجها متجهة إلى الغرفة والمغسلة لإزالة الزينة وخلع الملابس والحلي المرهفة حتى لا تمس بسوء لتبقى على أحسن حال للمناسبات القادمة أما الزوج المسكين فيكفيه البالي من الملابس وثياب المطبخ، وعطرها له نسيم الطبخ، ووردها البصل، ومسكها الثوم، وليس بأهل لما اشتراه لها من ملابس وحلي ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ب. الحذر من أن تجعل الزوجة آخر الناظرين إليها والمعجبين والمفتونين بها زوجها.
ج. من المناسب للزوجة أن تُقيم نفسها بنفسها كل أسبوع فتحسب في الأسبوع الواحد كم تجملت وتزينت واكتحلت لزوجها وكم يقابل ذلك عند الخروج لمناسبة أو زيارة أو أو، أو عمل أو عمل أو عمل وبذلك تعرف ما هي حالها في حق زوجها.
د. الحذر كل الحذر من أن تجعل الزوجة غرفة نومها مصيدة للزوج لإلقاء الهموم وإشعال الفتن وإحياء ما أندثر من آلام ومواجع، فتخلق لدى الزوج عقدة نفسية من غرفة النوم و اشمئزاز منها قد يبديها الزوج وقد يخفيها تنعكس سلباً على حياته العامة وعلى حياته الزوجية و الجنسية معها بشكل خاص؛ وقد يتجاوز الاشمئزاز غرفة النوم أو سريره لا قدر الله إلى الزوجة ذاتها بل قد يتجاوز ذلك إلى المنزل و الأطفال، وإني على يقين بأن الزوجة العاقلة لن ترضى بذلك.
هـ. لدى الزوجة أسلحة متعددة الأغراض وليس سلاحاً واحداً فمنها لإغراض المناورة ومنها الهجومية و الدفاعية وللكمائن وغير ذلك. وهي في مفعولها أعظم من الأسلحة الجرثومية والبيولوجية والنووية لأسر زوجها وقلبه وروحه ولن اسرد ذكر هذه الأسلحة فالنساء الحاذقات أعلم بها مني، وفيما سوف أورده من كلام منقول إلي شخصياً أسعدني لعبرة ولمثل بسيط (أسعدني لمسات عجوز نقل إلي عن زوجها الشيخ الهرم شخصيا أنها طيلة عشرتهما تحرص على إشغال يدي زوجها بأي شي كصينية طعام أو قهوة أو شاي لضيف لتثير حفيظته بلمسة تجيد اختيارها، فبارك الله بهذه الكف وبارك بصاحبتها وجمعنا ووالدين وإياهما والمسلمين جميعا في الفردوس الأعلى من الجنة).
الشق الثاني:
أما عن هذا الشق فهو سحر الزوج لزوجته ولن أطيل فيه الكلام كسابقه فبعض الرجال ( يظن في النزال أنه عنترة وعند اللقاء من الفرار لا ترى إلا أغبُرِه).
وفي هذا الشق سيكون حديثنا أكثر صراحة وإيجاز فالساحر البعل والمسحورة ذات الأحاسيس المرهفة والمشاعر الرقيقة، والكثير من الرجال للأسف يدعي السحر من باب (رجل لا يعتريه النقص) وهو لا يجيد فنه والبعض الآخر أعتذر له
فهو ساحر ومسحورته ضد الرصاص.
لذلك سيكون نهجنا في هذا الشق وهو شق حقوق الزوجة . وأفهم يا لبيب:
• من المؤكد أن الجميع يسمع بل قد يردد كلمة القوامة و أن القوامة للرجل على زوجته. وهذه الكلمة العظيمة يبلغ بها الزوج منزلة ( رب البيت ) و بها يُحملُ عاتقه أمانة عظيمة. والرجل الأمين يؤدي الأمانة بحسن القوامة فهو راع وأهل بيته رعيته.
• خير للراعي لإصلاح رعيته أن يسوسها بلين من غير ضعف وبحزم لا يبلغ العنف وأن يتأدب في كل ذلك بأدب دينه القويم استجابة لقول الجليل الكريم (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ). ( سورة النساء آية 19)
• تمعن في قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا *).(رواه مسلم)
• تذكر إن حسن العشرة من كمال الإيمان لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَأَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ ). (رواه الترمذي والحاكم)
• وفي النفقة للزوجة تمعن قول الله تعالى (وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ). ( سورة النساء آية 34)
• تبصر في قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في النفقة وحسن المعاملة (قَالَ أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ أَوِ اكْتَسَبْتَ وَلا تَضْرِبِ الْوَجْهَ وَلا تُقَبِّحْ وَلا تَهْجُرْ إِلا فِي الْبَيْتِ ). (رواه أبو داود)
• تذكر الأمر الرباني في قوله تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) ( سورة التحريم آية 6) ومن المؤكد أن بهذا الأمر واجب شرعي للزوجة على زوجها بتعليمها كلما يقيها النار.
• أن لا تضيء الابتسامة خارج المنزل ومع الآخرين والعبوس مع الأهل و في البيت.
• الحذر من الثناء الزائد لطعام الغير وإن كانت مجهزة الطعام أختها.
• الزوجة أحاسيسها مرهفة وذات حياء فطري فهي تخجل من مفاتحة الزوج بدوافعها وتنتظر المفاتحة منه فهي تنتظر ولا تتقدم أو تتعرض ولا تهجم لان تركيبها الأنثوي ينسجم مع الاستجابة ولم يفطر على الابتداء والإرغام.
• مراعاة الجوانب النفسية للزوجة ومنها:
o مناداتها بأحب الألقاب والأسماء إلى قلبها.
o السماع لحديثها إذا تكلمت والحلم عليها إذا غضبت.
o مشاورتها في الجوانب التي تهمها واحترام رأيها والأخذ به إن كان للصواب أقرب.
o أن تحسسها بسعادتك بقربك منها ويتجلى ذلك في ابتسامة ومزاح و...و...و..... الخ يا لبيب.
o إبراز تقديره لأهلها وإكرامهم والبشاشة عند مقابلتهم ونحو ذلك.
o تتعرض المرأة لكثير من التغيرات النفسية والجسمية بحكم طبيعتها تنعكس على سلوكها وتصرفاتها.
آمل من الكريم المنان أن أكون قد وفقت للصواب ولجميل الخطاب
الشريف عبدالعزيز الدجين الحسني الهاشمي